كان من المفترض أن أكتب هذا النص في اليوم الأخير من العام الماضي أو في أول أيام العام الجديد، ولكني لا أظن اليوم الثالث يختلف عنهما كثيرًا.
لطالما حاولت أن أجعل من البدايات فرصة لبدايات في حياتي، ولكن الأيام تأبى إلا أن تشبه بعضها.
وكأي حالم يتفاءل بأن تحمل الأرقام الجديدة بدايات مختلفة، كتبت ما أرغب في تغييره هذا العام في نفسي، وكنت -على خلاف الأعوام الماضية- قنوعًا فلم تزد قائمتي على سطر واحد، ولكنني عدتُ إلى ما كنت عليه، ولم يتغيّر شيء.
من الجيد أن أفقد الأمل في هذا العام مبكرًا، ولا أنتظر منه شيئًا.
أظن مشاكلي كلها كانت تكمن هنا، أنني كنت أنتظر شيئًا، وكثيرًا ما يكون انتظاري اعتباطيًا، كأن أنتظر أن يحمل لي العام الجديد أحلامي المتعثرة، ثم ألقي الملامة على العام كما لو أنه وعدني بشيء.
إذا كان من شيء يمكن أن أقول أنني تعلمته، ولا يعني كوني تعلمته أنني طبقته، فهو أن نفسي هي أشد أعدائي، وأنها كثيرًا ما تتملص من مسؤوليتها بتحميلها للأقدار في صورة الانتظارات، يدفعها الوهم لتؤمن بالبدايات كمهدي يحمل الخلاص لها. هل تعرفون مهديًا خرج حتى اليوم؟
إذا كنت تنتظر من الأقدار أن تمنحك شيئًا، فهي في حال اختارت أن تكون كريمة معك وتهبك شيئًا من صنيعها لكانت الخيبات هي هديتها.
هذا العام لن يختلف عن العام الماضي، كما لم يختلف العام الماضي عن الذي قبله، ففي العام ما يتسع لأضعاف خيباتك، ولن تمتلئ يومًا خزائن أدراجها بأحلامك حتى تقرر تصريفها بمنحها لك! وستظل تردد في كل مرة تسألها هل امتلأت وتقول هل من مزيد!
ما لم تأتِ الشيء بنفسك فلن يأتيك، وما لم تستطع يدك أن تمتد إليه فاصرف عنه نظرك وقلبك. حريتك تنتهي عند محطة الانتظار الأولى!
ماشاء الله مبدع
إعجابLiked by 1 person
الله يا مبدع
إعجابإعجاب
“ما لم تأتِ الشيء بنفسك فلن يأتيك، وما لم تستطع يدك أن تمتد إليه فاصرف عنه نظرك وقلبك. حريتك تنتهي عند محطة الانتظار الأولى!”
دائماً ما كنت أتمنى أن يخبرني أحدهم بالتوقف عن أن أحلم أحلام يقظة وعن مشاريع و انجازات هي فقط لا تتعدى عن كونها حلم أو حديث نفس يشعرني بالطمأنينة أن لازال لدي حلم أسعى لتحقيقه شيء يجعلني أتخطى صعاب الأيام.
ولكن هذه الأيام وهذه الأحلام تأتي وتذهب وتعود مرة آخرى دون توقف بتحقيق حتى جزء منها.
سأتوقف عن أن أحلم لأني تعبت من مصارعة نفسي.
(شكرا لكلمات التي جعلتني أدرك)
إعجابLiked by 1 person